ما يحدث في بادينان!

لقد احتل الأتراك جانباً واحداً من بادينان براً، وتبلغ مساحة المنطقة التي احتلها الأتراك على طول الحدود أكثر من الجزء الذي احتلوه من قبرص منذ عام 1974 وأكثر من عشرة أضعاف المساحة الإجمالية لقطاع غزة.

وقد تم احتلال جزء من هذه المنطقة منذ أوائل التسعينيات وأقيمت فيها قواعد عسكرية دائمة.

وقد كانت معظم هذه المناطق المحتلة مزدهرة وخاضعة لإدارة حكومة إقليم كردستان حتى الاحتلال.

وقد اعتمد الأتراك في هذا الاحتلال أربع استراتيجيات معادية للبشر والأكراد:

أولاً، حرق الأرض وهي سياسة خطيرة وواسعة الانتشار لدرجة أنه لن يكون هناك مجال للحياة في هذا الجزء المحتل من الإقليم مرة أخرى.

ثانيًا، محو الإرث الكردي الموروث من القومية الكردية: إن إخلاء المنطقة وتحويلها إلى منطقة محرمة و”أرض محرمة“ لن يترك أي أثر للكردية على المدى الطويل، وسيؤدي إلى فصل المنطقة عن المناطق الكردية في تركيا بشكل دائم.

ثالثاً، النهب: يشير العديد من المراقبين إلى حفر آبار النفط وإزالة الغابات والنهب.

رابعاً، البقاء والاحتلال على المدى الطويل: يمتلك الأتراك قواعد عسكرية كبيرة مجهزة بعدد كبير من الدبابات والمدفعية الأكثر تطورًا والتي لا يمكن استخدامها إلا لحرب طويلة الأمد بين الدول، وليس لعملية محدودة ومؤقتة.

إن هذا الاحتلال متجذر وطويل الأمد وخطير على الأكراد والأمن القومي الكردي ما لم ننتظر معجزة أو حرباً عالمية ثالثة لإنقاذ المنطقة من جديد.

الأخطر من الاحتلال التركي هو صمت المجتمع الكردي. هذا الصمت يعطي الشرعية والقوة في آن واحد للأتراك المحتلين لمواصلة احتلالهم وتوسيعه.

فلا اتهام الطرف الآخر باختلاق الأعذار للغزاة ولا الإشارة إلى أن أحد الطرفين يدعم الغزاة يعطي نزاهة لأحد. فالكل مسؤول بطرق مختلفة.

إن صمت ولامبالاة الأفراد والجماعات والمنظمات والأحزاب والحكومات والمجتمع الكردي في هذا الاحتلال الغاشم يضع الأفراد والمجتمع الكردي بأكمله والأحزاب والمنظمات الكردية أمام مسؤولية تاريخية كبيرة وعار كبير.

بقلم آرام رأفت